نسير صحافيات وصحافيين، عاملات وعاملين في المجال الإعلامي، يوم 8 آذار من المتحف إلى ساحة الشهداء، جنباً إلى جنب مع المناضلات في مختلف قطاعات الحياة وضد كافة أوجه التمييز والظلم في مسيرة اليوم العالمي للنساء 2020 – IWD March 2020، لنعلن أننا جبهة واحدة منذ ما قبل ثورة تشرين الأول، خلالها، وحتى إحلال العدالة الجندرية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان.
نحن العاملات في الإعلام لنا في المهنة حصّتنا من التمييز على أساس الجندر.
داخل مؤسساتنا… نتّحد مع زملائنا مسلوبي الحقوق في معارك الراتب والتعويض، ونشتغل أحياناً أكثر من سوانا، ولا نتقاضى الأجر ذاته، ولا نترقّى.
وداخل مؤسساتنا… نسير كل يوم في حقلٍ بين ألغام التحرّش، نواجه حيناً ونتفادى أحياناً كي لا يستحيل يومنا سلسلة مواجهات، وننفعل في نقاش فنُسكَّت بأننا “هستيريات” “عصبيات”، بينما مساحات القرار تُفتح أمام الرجل العصبي الذي يضرب بيده طاولة التحرير.
وداخل مؤسساتنا… يتم التعامل معنا كمنتجات تنتهي صلاحيتها ببلوغها سنّاً معينة. فتُنهى مسيرةٌ مهنية لأن تجعيدةً ظهرت على وجه أو كيلو أضيف إلى خصر. المذيعات يكبرن على الشاشة وتكبر معهنّ خبرتهنّ وثقة الجمهور، إلا هنا!
لأننا صاحبات حق وطالبات عدالة، نسير صحافيات وصحافيين في 8 آذار جنباً إلى جنب لنقول:
لا توجد تغطيات صحافية “للنسوان” وأخرى “مش للنسوان”، فالنسوان يغطين ما شئن تبعاً للتخصص، الكفاءة والإهتمام.
لا توجد مناصب “للنسوان” وأخرى “مش للنسوان”، فالكفاءة هي مبرر المنصب لا الواقع الجنسي للفرد.
لا توجد حصانة لأي رئيس أو نائب أو وزير أو مدير من فضيحة التحرّش. إن ميل بعضنا للتعامل مع الواقع تبعاً لشروطه لا يطبّع الاعتداء، وإنما يوضح استفحاله ويزيدنا مقاومةً وإدانة.
لا توجد في هذه المهنة مبررات للتمييز، ولكن التمييز “مخضرمٌ” في عقول أصحاب السلطات وحماة العادات التمييزية والمتمسكين بامتيازات منحهم إياها النظام الأبوي والسياسي على حسابنا.
إن ثورة ١٧ تشرين الأول/أكتوبر تستهدف جميع الفاسدين، وهي تصيب هؤلاء أولاً.
والصحافة لنا جميعاً، وهي لنا أولاً.