بيان | تصفية تهدّد كل صاحب رأي حرّ

كأن الألم الذي رافقنا بعد ستة أشهر على جريمة 4 آب لا يكفي، ليُستكمل المشهد الدموي باغتيال لقمان سليم.

لقمان سليم المفكر وصاحب مشروع ثقافي تنويري والناشط السياسي الذي لم يتوانَ عن الوقوف بوجه أركان النظام القاتل الحاكم، إن عبر فتح ملفات الحرب التي طمروها كما طمروا المقابر الجماعية والعمل على بناء الذاكرة الجماعية، أو عبر العمل على الحد من الجريمة المستمرة ضد الانسانية المتعلقة بملفات مفقودي الحرب الأهلية اللبنانية والمعتقلين في السجون السورية، أو عبر رفض السلاح غير الشرعي والتمسك بالسيادة الوطنية.

إن عملية اغتيال لقمان سليم هي تصفية لصاحب فكر حرّ تأتي في بلد تحكمه ثقافة التفلّت من العقاب من جراء تمييع التحقيقات وتأخير الاحكام وتجهيل المجرم، منفذاً كان او محرضاً او مخططاً، ومن جراء الحمايات السياسية والأمنية والطائفية للمجرمين الذين يتفنّنون بقتل اللبنانيين بالتجويع والإذلال والتهجير والقمع وحتى بالتصفية الجسدية، كما حصل مع لقمان سليم.

هذه التصفية هي تهديد لكل صاحب رأي حرّ في مجتمع تسيطر عليه ثقافة رفض الرأي الآخر المختلِف وقمع الفكر المتحرر من الاحادية الفكرية، لا بل شيطنته وتخوينه والتحريض عليه وهدر دمه تماما مثل ما حصل مع لقمان سليم الذي تعرض لاكثر من حملة تحريض وتلقى أكثر من تهديد حتى التجرؤ على لصق تهديدات بالقتل والتصفية الجسدية بكاتم صوت على حيطان منزله.

إن تجمع نقابة الصحافة البديلة يؤكد بأن لا ثقة بأي تحقيق تجريه أجهزة أمنية متقاعسة لا بل متورطة بكشف معارضي النظام أمنياً عبر حملات القمع التي تتنافس على خوضها فيما لا تتجرأ على دخول الجزر الأمنية، وبأن لا ثقة بتحقيق القضاء طالما لم تتحقق استقلاليته عبر صدور قانون يكرّس استقلالية السلطة القضائية ويحترم مبدأ الفصل بين السلطات.

ويُشدد تجمّع نقابة الصحافة البديلة على أن منطق رسائل التهديد مرفوض ومردود الى أصحابه، فلا القمع يُثنينا عن قول الحق ولا التهديد يمنعنا عن كشف الفساد ولا القتل سيرهبنا عن التعبير الحر. يبقى أن نذكر من يستكبر بأن لا ثابت امام التاريخ إلا التغيير المستمر، فلكل نظام ولكل طاغية ولكل أمبراطورية نهاية، فيما الكلمة الحرة باقية.

واستنكاراً للجريمة البشعة، يدعو تجّمع نقابة الصحافة البديلة الى وقفة احتجاجية تأكيداً على متابعة قضية لقمان سليم حتى محاسبة القتلة وتحقيق العدالة، غداً السبت 6 شباط عند الساعة 12 ظهراً، في حديقة الشهيد سمير قصير، وسط بيروت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى