رداً على كلام وزير الإعلام حول الحفاظ على كرامة السياسيين

من بين مجموعة مواقف أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي، أمام وفد من نقابة المحررين، كان لافتاً قوله إنه يريد “إعلاماً على صورة لبنان الذي نعرفه، لبنان الرحابنة وفيروز، فهذا هو لبنان الجميل، وليس لبنان الذي يشهد نوعاً من التفلّت بسبب الظروف التي يمرّ بها بلدنا، من كورونا والتحرّكات الشعبيّة”. لا بل كان حازماً بشأن ضوابط الحريات ولا سيّما الإعلامية مستشهداً بـ”فرنسا أم الحريات” حيث “لا يمكن الاعتداء على كرامة السياسيّين”، داعياً إلى ميثاق شرف اعلامي يهدف الى احترام “حريات الاخرين”.


وإذ تأخر توضيح قرداحي بشأن تصريحاته المثيرة للريبة، بات لزاماً علينا كتجمع لنقابة الصحافة البديلة أن نقول لقرداحي: لسنا في زمن المثاليات ولا النوستالجيا، والإعلام وظيفته نقل الواقع كما هو لا التعمية ولا التمييع. فلبنان يمرّ حالياً بأسوأ أزماته بسبب السياسيين أنفسهم، الذين يعتدون يومياً على كرامات الناس وحقوقهم، وهو ما كان يفترض بالوزير الجديد إثارته. أما “التفلّت في البلد” فلم يحصل بسبب “التحركات الشعبية”، كما ادعى الوزير، بل إن التحركات هي ردة فعل على الظلم الممارس بحقّ الشعب من قبل من يخاف قرداحي على “كراماتهم”.


أما بشأن ما أعلنه قرداحي من أفكار لتطوير الإعلام في لبنان، ألم يكن أجدى به أن يسأل نقيب المحررين الذي التقاه، عن وضع المحررين وجداول الانتساب المغقلة لاعتبارات كيدية؟


إنّها ليست الزلّة الأولى للوزير قرداحي، فقد سبق وطالب في أول تصريح له بمنع استضافة “المحللين الذين ينشرون السلبية”.

نكرّر أن الإعلام مرآة الواقع، ووزير الإعلام ليس سلطة وصاية على المضمون الإعلامي، ولن يكون مسموح له أن ينتقص من الحريّات العامة أو الإعلامية تحت ذريعة القيم ملتبسة الأهداف أو نشر الإيجابية في بلد يفتقر شعبه لأدنى مقومات الحياة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى