يعترينا الغضب بينما تواصل الأسرة الصحافية دفع أثمانٍ باهظة مقابل التغطية من فلسطين. يومياً تزداد الأخطار وتستفحل لدرجةٍ بات قتل الصحافيون خبراً يومياً عادياً لا يستدعي خطواتٍ عاجلة ولا مواقف حازمة.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، استشهد منّا أكثر من 37 صحافياً وعاملاً إعلامياً في غزة بحسب التعداد الرسمي لنقابة الصحافيين الفلسطينيين. لا يزال صحافيان اثنان في عداد المفقودين، فيما جُرح العشرات الآخرين، ولا يزالون مستمرين على رأس عملهم. وفي لبنان أيضاً، استشهد زميلنا عصام عبدالله، فيما لا يزال زملاؤنا الجرحى بحاجةٍ لعنايةٍ وصبر واهتمام كي يستطيعوا العودة إلى حياتهم.
في غزة، لا يستطيع زملاؤنا التواصل مع أهلهم أو مؤسساتهم بسبب قطع الكهرباء والإنترنت للتعتيم الإعلامي، عدا عن انعدام المعدات الوقائية الصحافية، واختفاء أدنى مقوّمات الحياة مثل الطعام والمياه. بالإضافة إلى الضغط النفسي والجسدي الذين يعيشون ويعملون في ظلّه، من دون حتى القدرة على الراحة لدقائق.
في غزة، تُدمّر منازل الصحافيين لأنّهم صحافيون. في غزة، تقتل عائلات الصحافيين لأنهم تجرّأوا على تغطية مجازر الاحتلال. في غزة، لا يستطيع الصحافيون حتى تلقّي العزاء بأهلهم الشهداء بسبب القصف ووحشية الاحتلال، ولعدم قدرتهم على التوقف عن التغطية لثوانٍ بسبب وحشية المجازر المستمرة.
في فلسطين أيضاً، اعتقل الاحتلال صحافيين في الضفة الغربية بسبب تغطيتهم لما يحدث في غزة أو تحليلهم للأوضاع على مواقع التواصل الاجتماعي. في كلّ فلسطين، يتمّ ترهيب الصحافيين خلال أدائهم لعملهم على الأرض، وتهديدهم بالقتل مباشرةً على الهواء. يتم التحريض على الصحافيين عبر مجموعاتٍ صهيونية تنشر صورهم وتدعو لقتلهم بسبب تغطيتهم عن غزة.
استهداف الصحافيين جريمة حرب – لسنا_أهدافاً