“النقابة البديلة” تكشف عن خطواتها في قضية عصام عبدالله: المحاسبة آتية لا محالة

عقد تجمع “نقابة الصحافة البديلة”، اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحافياً بعنوان “منعاً لإفلات المجرم من العقاب، أي مسار للتحقيق والمحاسبة؟” في مبنى جريدة السفير في الحمرا، بيروت، بمناسبة مرور شهرٍ على استشهاد مصوّر “رويترز” الزميل عصام عبدالله وجرح 6 من الزملاء في استهداف إسرائيلي مباشر للفرق الصحافية خلال تغطيتهم التصعيد على الحدود اللبنانية – الفلسطينية في علما الشعب، يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وجاء المؤتمر الصحافي عقب الاستهداف الإسرائيلي للطواقم الصحافية في يارون الحدودية مع فلسطين المحتلة يوم أمس 13 تشرين الثاني/نوفمبر.

وكانت كلمات لأخ الشهيد عبدالله، وسام سرور، عن العائلة، ولمراسلة شبكة “الجزيرة” كارمن جوخدار التي أصيبت في الاعتداء، عن الصحافيين الجرحى، ولمراسل “إل بي سي آي” الزميل ادمون ساسين عن شهود العيان والناجين، بالإضافة إلى المحامي فاروق المغربي، المستشار القانوني لتجمع نقابة الصحافة البديلة، عن المسار القانوني في القضية، والمنسقة إلسي مفرّج عن خطوات النقابة البديلة في الوصول للعدالة في هذه القضية، بالإضافة إلى مشاركة مسؤول مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “مراسلون بلا حدود” جوناثان داغر الذي تحدث عن التحقيقات.

حضر المؤتمر صحافيون وصحافيات ومؤسسات حقوقية ووزراء ونواب حاليين وسابقين. وفي بداية النشاط عرض التجمع مقطع فيديو تم إعداده عن عصام عبدالله، ودقيقة صمت عن روح عصام عبدالله وعن روح الصحافيين الذين يسقطون يومياً في غزة، تصفيق للصحافيين الذين لا يزالون يكملون مسيرتهم المهنية في جنوب لبنان وفلسطين بالرغم من جرائم التنكيل المستمرة بحقهم.

كلمة شقيق الشهيد عصام العبدالله

وسام سرور متحدثاً

أخ الشهيد عصام عبدالله، وسام سرور، اعتبر في كلمته في بداية المؤتمر أنّ “فقدنا أخي عصام وهو شاب في ريعان شبابه، محب للحياة ومستقبله المهني واعد، دائم الابتسامة، مساعد ومعطاء، كل من عرفه أحبه… وما يزيد ألم الرحيل أنه استشهد بينما كان يغطي الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية في جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب”. وأضاف أنّ العدو الإسرائيلي مستمرّ “بجرائم كمّ الأفواه وقتل الصحافيين في غزة وإغلاق المحطات التلفزيونية واستمراره بالعدوان على الصحافيين في الجنوب ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق”.

وشدد سرور على أنّ “المدخل الإنساني لمحاسبة العدو على جرائمه هو أن تسمي المؤسسات الإعلامية الجهة القاتلة بالاسم لا أن تجهّل الفاعل كمقدمة لتمييع القضية أو إفلات المجرم من العقاب”، مضيفاً “المحاسبة آتية لا محالة، خصوصاً بعد التقاء عائلات ضحايا العدو برفع الدعاوى الشخصية والجماعية في المحاكم المحلية والدولية”، داعياً نقابات الصحافة والمجموعات الحقوقية لتقديم دعاوى قضائية في المحاكم الدولية.

كلمة الصحافي إدمون ساسين

إدمون ساسين في مقطع فيديو مسجل

من جهته، قال الصحافي إدمون ساسين في مقطع فيديو مسجل من جنوب لبنان إنّ “الاعتداء الوحشي الذي تعرض له الصحافيون يوم 13 أكتوبر الساعة السادسة مساءً شكّل صدمة للجسم الصحفي”، مضيفاً إنّ الاستهداف كان مباشراً للصحافيين الذين كانوا يقومون بواجبهم في مكان آمن. وأشار ساسين الذي كان مع فريق “إل بي سي” على بعد عشرات الأمتار عن موقع استهداف الزملاء إنّ “هذه النقطة تشرف على نقطة كان فيها اشتباك لكننا كنا على بعد مئات الأمتار منها، وكان الزملاء موجودون قبل ساعة أو أكثر من لحظة الاعتداء فيما نحن وصلنا قبل نصف ساعة، وكان كل شيء يشير إلى وجود صحافيين في هذه البقعة مع جميع معداتهم وألبستها، فيما تم استهداف هذه النقطة فقط بصاروخين”.

وطالب ساسين بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي وألا يبقى فوق المحاسبة وفق القانون الدولي ورعايته الدولية، مؤكداً أنه “يجب ألا تمر هذه الجريمة بدون تحقيق دولي مستقل وتحديد المسؤوليات أو من دون محاسبة”، مشيراً إلى أنّ هذه الجريمة تمس لبنان والجسم الصحافي العربي والدولي.

كلمة الصحافية كارمن جوخدار

مراسلة شبكة “الجزيرة” كارمن جوخدار

بالمقابل أشارت مراسلة شبكة “الجزيرة” كارمن جوخدار، والتي أصيبت في الاستهداف في علما الشعب في 13 تشرين الأول/أكتوبر، خلال مشاركتها في المؤتمر عبر زوم: “بعد شهر وبالتحديد على استهدافنا وخسارتنا الكبيرة لزميلنا عصام عبدالله إسرائيل كررت الاستهداف بحق الصحافيين لتبرير التشكيك من كان المرتكب في 13 أكتوبر/تشرين الأول والصورة أصبحت واضحة”.

وأضافت جوخدار “هناك غضب وحزن وسخط لا ينفصل عما يعيشه أهالي غزة وهناك مسؤولية علينا كصحافيين لتوجيه أصابع الاتهام لمن قتل في 13 أكتوبر وحاول أن يقتل في 13 نوفمبر”، قائلةً “نحن ضحايا – أو ناجين من هذه المجزرة – مسؤوليتنا أكبر وهي أن نرفع هذا الصوت ليس فقط لنقول أنها جريمة حرب لأن اسرائيل تقوم دائماً بجرائم حرب ولكن لأن إسرائيل تفلت من العقاب مرة بعد مرة ومن دون أن يكون هناك صوت في هذا العالم لإيقافها”.

واستذكرت جوخدار شيرين أبو عاقلة وعائلة وائل الدحدوح، مشيرة إلى عدم معاقبة إسرائيل عن أي جريمة استهداف الصحافيين، مضيفةً “هناك الكثير لنحكي عنه في هذه المعركة اليومية التي نعيشها”، مؤكدةً أنه يجب أن تتضافر الجهود جميعاً لتحريك الرأي العام الدولي كما استطعنا أن نفعل مع الرأي العام العالمي.

وتابعت جوخدار “الحقيقة معروفة ولكن يجب أن تثبيتها ونحن مسؤولين عن توثيق هذه المرحلة بكل انتهاكاتها وممارسات إسرائيل لأنه سيأتي يوم ويتم معاقبتها. إسرائيل قتلت شيرين ابو عاقلة ونحن اليوم نراكم بسجل اسرائيل الحافل بالانتهاكات على المستوى الحقوقي والعدالة الدولية وواجبنا ان نوثق ونراكم هذه الانتهاكات حتى يأتي يوم ونحاسب اسرائيل وهذا اليوم آت لا محالة”.

“شهدنا تاريخاً حافلاً من الغطرسة والظلم والقتل ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح – والصحيح هو حق الشعب الفلسطيني وحق كل صحافي يقوم بواجبه على الجنوب – القصة ليست قصة 7 صحافيين كانوا هناك يومها ولكن قصة العشرات – وما حصل أمس هو إثبات على ذلك”.

واعتبرت أنّ “هناك قرار بمنع الصحافيين من التحرك أو نقل الحقيقة والواقع وأمس كان الصحافيون يصورون منازل مدنية قصفت خلال هذه الاشتباكات لكنّ اسرائيل لا تريد أن يرى العالم إنها تقصف منازل المدنيين كي تستمر البروباغندا الخاصة بها بنكران هذه الجرائم”.

وأضافت أن “الصحافيين بدأوا منذ لحظة الاعتداء مسار تثبيت الحقيقة وتوثيق ما حصل ونقل الغضب والشكوى الى مستوى قضائي وقانوني يمكن أن يؤسس لمرحلة من عقاب اسرائيل، وهذا اليوم سيأتي وانا على يقين بذلك”، مشيرةً إلى مسؤولية أن نذكّر بما حصل وأن لا ينسى أحد أنه من أجل الحقيقة دفع صحافيون حياتهم ثمناً، مضيفةً “أساسي أن يتعاضد الصحافيون بعيدًا عن أي اصطفاف واليوم الهجمة لا تستثني أحد منا وما حصل أمس خير دليل على ذلك”.

كلمة المحامي فاروق المغربي

المحامي فاروق المغربي

وعن المسار القانوني، أشار المحامي فاروق المغربي إلى أنه تمّت مراسلة المقررين الخاصين للأمم المتحدة، وتم تأمين نماذج الموافقة من الصحافيين الجرحى المقررة الخاصة لشؤون حرية التعبير أيرين خان لتبدأ العمل على القضية. كما راسلت “النقابة البديلة” “اليونيفيل” طالبةً التحقيق في الجريمة وتبيان مصدر إطلاق النار على الزملاء كون بيانهم الأصلي لم يكشف عن الجهة التي أطلقت النار، لكننا لم نلقَ أي تجاوب منهم.

كما أنّ “النقابة البديلة” بصدد مراسلة كل من اليونسكو والمفوض السامي لحقوق الإنسان حول الجريمة، وذلك بعد نشر التحقيقات المستقلة حول القضية لتضمينها في المراسَلة مع الشهادات والأدلة حول كون هذه الجريمة تنطوي على جريمة حرب. وجمعت الرسالتين المشتركتان أكثر من 100 توقيع بما يتضمن الضحايا المباشرين و16 وسيلة اعلامية و8 نقابات ونوادي اعلامية و14 وزيرا ونائبا و59 جمعية ومنظمة حتى الآن.

وأضاف المغربي “نحن دول دائماً بموقع المعتدى عليها، ولم نكن أبداً دولة معتدية، ونحن أيضاً شعوب معتدى عليها، لذلك لا يمكن أن نتخلى عن مسارات حقوق الإنسان”، موضحاً أنّ “موضوع المحكمة الجنائية الدولية معقد لأن لبنان لم ينضم لاتفاقية روما لكن يمكننا أن نستلهم من التجربة الأوكرانية التي أعطت صلاحية للمحكمة الجنائية الدولية بفترة زمنية معينة”. وأكد المغربي أننا “في يوم من الايام يمكن ان نصل لنتيجة نحاكم عبر آليات حقوق الإنسان”.

كلمة “مراسلون بلا حدود”

مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “مراسلون بلا حدود” جوناثان داغر

أما مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “مراسلون بلا حدود” جوناثان داغر فأشار إلى استهداف الإعلام المتعمد من قبل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ليس فقط من خلال القصف بل أيضاً عبر إجبارهم على إخلاء منازلهم والرعب الذي يعيشه الصحافيون بالإضافة إلى حصار قطاع غزة ومنع دخول المواد الأساسية، عدا عن حملة التحريض على الصحافيين في الإعلام الإسرائيلي,

وفي كلمته من باريس عبر زوم إلى التحقيق الذي أنجزته “مراسلون بلا حدود”، قال داغر “هناك ما يكفي من معلومات للقول إنّ هناك استهداف متعمد للصحافيين وبدأنا التحقيق في اليوم الثاني مباشرةً، والنتيجة الأولى التي توصلنا إليها هي الاستهداف المباشر للموقع الذي يتواجد فيه الصحافيون عبر استهداف بضربتين في فارق 37 ثانية من نفس المكان، من دون أي إنذار”.

وأشار إلى أنّ “الضربة الأولى أدت إلى استشهاد عصام عبدالله وإصابة كريستينا عاصي، فيما الضربة الثانية أدت إلى إصابة كارمن جوخدار وايلي برخيا وديلان كولنز وثائر السوداني وماهر نزيه”.

وقال إننا “تأكدنا من خلال دراسة بالستية أنّ الضربة أتت من ناحية إسرائيل بناءً على المعلومات التي حصلنا عليها، لكن لم نعرف بعد نوع السلاح بالتحديد لكن التحقيق مستمر وأيضًا نحن بانتظار التحقيقات من منظمات دولية ومؤسسات إعلامية”.

وأضاف أنه “كان من الواضح أنهم صحافيون وكانوا يرتدون المعدات الواقية والسيارات كتب عليها TV Press كما كان هناك طائرات إسرائيلية تحلق فوق الصحافيين”، مشيراً إلى أنّ “الصحافيين كانوا يقفون على مرتفع ولم يكن هناك عنصر مفاجأة إذ كانوا يقفون هناك من أكثر من ساعة وكانوا مرئيين للجميع ولم يكن هناك أي اشتباكات حولهم”. وختم بالقول “هذا يرفع الاحتمالات بأنه تم استهدافهم كصحفيين – وإذا تم تأكيد ذلك – فهذا يعني أن هذه جريمة حرب”.

كلمة منسقة تجمع نقابة الصحافة البديلة

منسقة تجمع نقابة الصحافة البديلة إلسي مفرج

كلمة التجمع ألقتها منسقة تجمع نقابة الصحافة البديلة إلسي مفرج مشددة على أن “إستهداف الصحافيين وقتل الزميل عصام عبدالله هو جريمة حرب موصوفة ارتكبها الاحتلال بحق الفرق الصحافية بلبنان، مثل ما يرتكب كل لحظة في جنوب لبنان وفي غزة”. قالت: “اليوم نجدد الوعد اننا سنتابع قضية عصام والزملاء حتى النهاية. واننا لن نرتاح ولن نترك أي باب قد يوصلنا إلى المحاسبة، إلا ونطرقه”.

وأشارت إلى “انه من اجل هذه الغاية، مطلوب من قوات اليونيفيل ان تقوم بمسؤولياتها ضمن إطار اختصاصها في القرار 1701 وان تجري تحقيقاً مفصلاً بالجريمة وتحدد كيف تم استهداف زملائنا وكيف استشهد عصام. ومطلوب ان تتحلى بالجرأة الأدبية أقله وتسمي القاتل. تسمي انه اسرائيل قتلت عصام عبدالله. كما مطلوب أن تحقق باستهداف قافلة من أكثر من 10 فرق صحافية يوم أمس في يارون”. وأضافت أنه كذلك “مطلوب من الجيش اللبناني ان ينشر تحقيقه التقني بالجريمة، لأن هذا التحقيق يساعد المؤسسات والمنظمات التي تعمل على تحقيقات موسعة، أن تحدد طبيعة السلاح المستخدم واذا كان من الأرض او من الجو او الاثنين. كمان ان تحدد طبيعة طائرات الاستطلاع التي اخترقت السيادة اللبنانية في حينها وكانت تحلق فوق رؤوس الصحافيين قبل استهدافهم”.

وختمت مفرج، بالقول: “ربما تتساءلون ماذا يمكن أن نفعل مع مجرم محمي دولياً ومتهرب من التعاون مع اكثر من 5 لجان وبعثات تحقيق أممية ومن تنفيذ عشرات القرارات الدولية.. تساؤل منطقي ولكن.. ما نحاول فعله وما سنفعله.. ان نسجل على جبين هذا المجرم للتاريخ، أن إسرائيل قتلت عصام عبدالله بجريمة حرب موصوفة”.وأضافت: “نذكر هذا المجرم المحتل أن جرائمك ورسائلك لن تخيفنا.. سنستمر بالتصوير وبنقل الخبر لنعلم العالم بجرائمك… لا قمعك ولا إرهابك ولا تهديدك يخفينا. وفي النهاية، مهما تجبرت ومهما استكبرت، تذكر أن الثابت الوحيد أمام حركة التاريخ هو التغيير المستمر، فلكل نظام ولكل طاغية ولكل أمبراطورية ولكل احتلال نهاية، بينما الحق والكلمة الحرة باقيين”.

للاطلاع على مراسلات النقابة البديلة للمقررين الخاصين
https://nakababadila.com/5563/
للاطلاع على كتاب النقابة البديلة لليونيفيل
https://nakababadila.com/5540/

للاطلاع على خطوات وبيانات النقابة البديلة حول قضية استشهاد عصام عبدالله
https://nakababadila.com/tag/issam-abdallah/


تصوير مروان طحطح وتجمع نقابة الصحافة البديلة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى