ثلاثة أشهر مرّت على استشهاد زميلنا وصديقنا، مصور “رويترز” عصام عبدالله، إثر استهدافه وعدد من الزملاء الجرحى بقصف مباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء التغطية في علما الشعب جنوبي لبنان.
ثلاثة أشهر مرّت لم ننسَ فيها عصام للحظة ولا زملاءنا الستة الجرحى، ولم نألُ جهداً لإثبات حصول جريمة الحرب، في طريقنا لتحقيق جزء من العدالة.
فيما لا تزال الاستهدافات الإسرائيلية للصحافيين في جنوب لبنان وغزة مستمرة، خسرنا فيها عشرات الزملاء، وبينهم زميلينا في “الميادين” الشهيدين فرح عمر وربيع المعماري، اللذين نعمل أيضاً مع جميع الجهات لإحقاق العدالة لهما بعد استهدافهما من الاحتلال وإثبات جريمته.
ثلاثة أشهر، صدرت خلالها تحقيقات لمؤسسات صحافية وحقوقية أثبتت استهداف الاحتلال لزملائنا في علما الشعب وجريمة الحرب الإسرائيلية ضدهم والتي استشهد فيها عصام.
بالتزامن مع مرور الأشهر الثلاثة الصعبة، نشر المقررون الخاصون للأمم المتحدة رسالة مشتركة وجّهوها الى الحكومة الإسرائيلية وأعلنوا فيها أنهم قلقون للغاية من أن استهداف العاملين في الإعلام حصل كنتيجة مباشرة لعملهم كصحافيين مستقلين.
رسالة المقررين الخاصين وهم: إيرين خان المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير، وموريس تيدبال بنز المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، وماري لولور المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، نشروها اليوم إثر عدم رد الحكومة الإسرائيلية عليها بالرغم من مرور ٦٠ يوماً على مراسلتها.
كما أشارت الرسالة إلى قلق المقررين الخاصين من أن استهداف الزملاء حصل بالرغم من أنه كان يُمكن تمييزهم كعاملين في الإعلام حيث كانوا يرتدون السترات والخوذ الواقية. وشدّدت الرسالة على أن القصف تكرّر مرتين وانطلق من المكان نفسه بفارق ضئيل في الوقت، مما يُشير الى الاستهداف المباشر. وأشار المقررون في رسالتهم إلى أن الصحافيين كانوا مرئيين وفي مكان مكشوف عملوا فيه لأكثر من ساعة قبل قصفهم، وكذلك كانت سيارات النقل المباشر واضحة أنها تعود للإعلام ولم يكن ممكناً عدم تمييزهم كصحافيين.
وطالب المقررون الخاصون الحكومة الاسرائيلية بإجراء تحقيق مستقل تبعاً لقواعد مينيسوتا وباتخاذ الاجراءات لمنع استهداف الصحافيين والمدنيين الذين يغطون الحرب وباحترام المعايير الدولية في ما يخص الصحافيين. وأشارت الرسالة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان في متني الرسالة والملحق.
عطفاً على ما تقدّم، وفي إطار جهود “تجمع نقابة الصحافة البديلة” في هذه القضية، سيتم تضمين نتائج جميع هذه التحقيقات والأدلة التي بحوزتنا في مراسلات مع المفوض السامي للأمم المتحدة والمديرة العامة لليونسكو للمطالبة بتحقيق أممي مستقل في القضية.
سيبقى صوت شهدائنا عصام وربيع وفرح عالياً، وسنستمر في معركتنا بوجه ارتكابات الاحتلال وانتهاكاته.