تضييق واسع وظروف مهنيّة تتدهور كلّ يوم، تُحاصر حريّة الصحافة في لبنان، وتحاول خنق من يجرؤ على رفع السقف، ونقل صوت الناس، ونشر سرديّة مخالفة للتي تتداولها السلطة.
في هذا اليوم، وكلّ يوم، لا يمكن أن نفكّر بالحريّة من دون أن نستذكر مَن دفعوا ثمناً باهظاً للكلمة والمهنة.
لا يمكن أن نفكّر بالحريّة من دون أن نتذكّر من غادروا لبنان، نحو هجرةٍ اختياريّة أو إجباريّة، بسبب الظروف التي تمرّ بها البلاد والمهنة، وبسبب الضغوط الممارسة عليهم/نّ بسبب احتكامهم/نّ لمبادئ المهنة والإنسانيّة.
لا يُمكن إلا أن نفكّير في مَن غُيّبوا ولا يزال مصيرهم مجهولاً، كالزميل سمير كسّاب المختفي منذ عام 2013… نذكّر بسمير، ونطالب بجهودٍ أكبر للكشف عن مصيره، ونأمل أن يكون له فرجٌ قريب.
ولا يمكن أن نفكّر بالحريّة من دون أن نتذكّر من دفعوا حياتهم ثمناً لها، وآخرهم لقمان سليم الذي لم تصل التحقيقات في قضيّته حتى اليوم للكشف عن المتورطين.
كلّ هذه العوامل، يقف تجمع نقابة الصحافة البديلة عند أسبابها وحيثياتها وتأثيراتها على الصحافة والصحافيين والصحافيات العاملين في لبنان، في دراسة حول وضع الحريّات الإعلاميّة تُنشر تفاصيلها قريباً، تكشف عن كون هذه الحريّة مجرّد هامشٍ ضئيل، وصراعٍ يوميّ، وعن عيش العاملين والعاملات فيها في ظلّ خوفٍ ورقابة.
ونؤكّد كصحافيين وصحافيات في تجمع نقابة الصحافة البديلة، أن استمرارنا في أداء المهنة هو نضالٌ لتكريس الحريّة، واستقلاليّتنا المهنيّة، وإعادة بناء لبنان عبر المحاسبة ورفع صوت الناس والإصرار على إعلاء صوت الحق، مهما ارتفع ثمنه.