رحل الكاتب والصحافي والأديب الياس خوري، اليوم الأحد، بعد ٧٦ عاماً من ولادته ومن نكبة فلسطين. رحل بعد “عام من الألم” الشخصي ومن ألم غزة المستمر عميقاً منذ عام أيضاً.
ورغم كل هذا الألم، استمرّ بالكتابة كفعل حياة فكتب آخر مقال أسبوعي في القدس العربي في ١٩ آب، رغم “حياة الألم” التي كان يعيشها في أيامه الأخيرة وحكى عنها في مقاله ما قبل الأخير “عام من الألم”.
حياة تعلّم أن يحبّها من “غزة وفلسطين اللتين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضًا، وهما صامدتان لا تتزحزحان”.
رحل الياس خوري الذي لا تعرف له جنسية، فهو لبناني المولد والانتماء، فلسطيني الروح والقضية.
رحل الياس خوري بأثر لا يزول كفراشة صديقه محمود درويش.
أثر بدا واضحًا اليوم في مئات النعوات التي انهمرت حزنًا عليه.
رحل الياس خوري بتركةٍ واسعة بدأ بناءها باكرًا في السياسة أوّلًا وأكملها في الثقافة والأدب ليترك لنا أكثر من عشر روايات والعديد من الدراسات والمقالات. وكان خلالها مدير تحرير القسم الثقافي في “السفير”، ثم رئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة “النهار” وتحرير “مجلة الدراسات الفلسطينية” حتى رحيله.
وكان حاضرًا في حالة ١٧ تشرين ومؤسسًا لها، وآمن بالحراك الذي ولّد تجمّع نقابة الصحافة البديلة وكان حاضرًا معنا كمؤسس وداعم.
“في حياتنا اليومية العادية، علينا أن نبحث عن المعنى. أما في حياة الألم، فعلينا أن نصنع المعنى”، قالها في مقاله الأخير. الياس خوري الذي لا تحدّه لغة، رغم ألمه، واصل صناعته المفضلة حتى الرمق الأخير: صناعة المعنى.