سنة على استشهاد فرح عمر وربيع معماري في استهداف إسرائيلي مباشر… والقاتل حرّ طليق يواصل قتل الصحافيين وتهديدهم في لبنان وفلسطين

في مثل هذا اليوم قبل عام بالتمام، كانت فرح عمر، المراسلة الصحافية في قناة “الميادين” تقف على تلّة في طيرحرفا في جنوب لبنان تنهي رسالة على الهواء بعدسة زميلها ربيع معماري وبالقرب منهما معاونهما حسين عقيل يحضّر لهما الأرضية للتقرير الإخباري التالي. 

كان من المفترض أن تتبع تلك الرسالة، رسائل عديدة وتقارير وعمل ميداني طويل. ولكن إسرائيل التي قتلت قبل شهر من ذلك اليوم المصوّر عصام عبد الله وجرحت 6 صحافيين آخرين معه، كان لها رأي آخر. فوجّهت نيرانها إلى حيث يقف الثلاثة وأوقعتهم شهداء، بعد أن كانوا شهودًا على جرائمها.

اليوم نستذكر فرح وربيع وحسين، رغم أنّنا لم ننسهم يومًا. كيف نفعل والقاتل حرّ طليق يواصل قتل الصحافيين في لبنان وآخرهم المصوّران وسام قاسم في قناة “المنار” وغسان نجار في “الميادين” وتقني البث محمد رضا الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية على مقرّ إقامة الصحافيين في حاصبيا في 26 تشرين الأوّل الماضي.  

نستذكر فرح وربيع وحسين، ونكرّر أسماءهم وأسماء زملائهم الشهداء، كي لا يكونوا أرقامًا في عدّاد الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل من فلسطين إلى لبنان. وكي نجدّد التأكيد على أنّ استهداف الصحافيين جريمة حرب ونعاود المطالبة بتحقيق مستقلّ في استهدافهم في لبنان.    

وفي هذه المناسبة، ندعو الحكومة اللبنانية إلى الإيعاز مجدّدًا بتقديم إعلان إلى سجلّ المحكمة الجنائية الدولية سندًا للفقرة 3 من المادة 12 من نظامها الأساسي في قبول اختصاصها للتحقيق والملاحقة القضائيّة لكلّ الجرائم المرتكبة على الأراضي اللبنانية منذ 7 تشرين الأول 2023 والمشمولة في نظامها وهي تحديدًا جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب والعدوان. وهذا ما يتيح ملاحقة إسرائيل في قضايا استهداف الصحافيين كونها جرائم حرب. 

ونطالب بالتوازي، المقرّرين الخاصّين التابعين للأمم المتحدة ومنظمة “اليونسكو” والمؤسسات الأممية المعنية، بالتحرّك ضدّ التهديد الذي وجّهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام اللبناني ونزع فيه صفتهم المدنية عنهم كمبرر لاستهدافهم وهو أمر ليس غريبًا عن إسرائيل التي أصبح في رقبتها 6 صحافيين لبنانيين شهداء منذ بدء العدوان في تشرين الأوّل من العام الماضي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى