قد لا يكفي الجسم الصّحافيّ اعتداءات الخارجين عن القانون أو في كثير من الاحيان اعتداء رجال حماية القانون أنفسهم حتى تأتيه الضربة القاضية من المؤتمنين “المفترضين” على حقوقه.
فبينما لم ير نقيب أصحاب المؤسسات الإعلامية عوني الكعكي سببا لإعلاء الصوت ضدّ الاعتداءات وانحنى أمام القوى الأمنية غاب المجلس الوطنيّ للإعلام عن أداء دوره كرقيب, وارتضى بالمشاهدة عن بعد .. ولم يخرج رئيسه عبد الهادي محفوظ ليلقن دروسا في إضعاف شعور الأمن القوميّ على جري عادته.
أما نقيب المحررين فقد اختار معادلة النأي بالنفس التحريرية على اتهامات التقصير فهو يسعى لضمّ إعلاميي المرئيّ والمسموع الى كنف نقابته للدفاع عنهم.
ولكن في المقلب الآخر للخطابات المنمقة من ينغمسون في وحول الميدان ويعرفون تماماً مخاطره لم ينتظروا اليوم مشاريع قوانين ولا خطابات استنكار لينطلقوا الى العمل حماية لأنفسهم مغردين في سماء نقابة بديلة.
هي مهنة المتاعب من يغص في غمارها يعرف صعوباتها فما بالك إن كان الواقع يزيد الطين بلة بوجود نقابة واحدة تجمع صاحب العمل والعامل ومن هنا على معركة الإصلاح أن تنطلق.